مجوهرات الحضارات عبر التاريخ

20 أغسطس 2023
سماح العلي
مجوهرات الحضارات عبر التاريخ

أظهرت الاكتشافات أن الإنسان قد لبس شكلاً من أشكال الحلي عبر تاريخه الطويل، وهي حقيقة إن دلت على شيء، فإنها تدل على رغبة عميقة متأصلة في النفس البشرية نحو التجمل والتزين وخاصة بين النساء، يستوي في ذلك الغني والفقير، الحضري والبدوي.

منذ بداية العصور الحجرية، كان الحلي يُتخذ من الأحجار والعظام والخرز ونحوها، فمن عظام الحيوانات والطيور وفقار الأسماك صنع ما يشبه العقود والأساور والخواتم وذلك لوفرة هذه المواد وسهولة حفرها ونظمها واتخاذها حلية، كما استخدمت الأحجار في تلك العصور لصناعة بعض أنواع الحلي ،إذا كانت الأحجار تثقب بعد تنعيمها وقبل صقلها إما من جانب أو جانبين متقابلين. ثم تنظم على خيوط تصنع أحياناً من ألياف النباتات أو شعر بعض الحيوانات.


استخدمت الحضارات القديمة المجوهرات بأنماط مختلفة ولأغراض مختلفة، مثل السومريين ومصر القديمة واليونانيين ثم الرومان، والتي كان لها تأثيرات وأدوار مهمة في صناعتها على سبيل المثال، كان لدى السومريين مجموعة واسعة من قطع المجوهرات الذهبية التي لا تزال تُلبس حتى اليوم، مثل أغطية الرأس الذهبية والخواتم والأحزمة والقلائد الكبيرة. 


كان الإغريق متعلقين بالمجوهرات، قادهم شغفهم بالمجوهرات إلى تطوير مجوهراتهم باستمرار. أولاً، تأثرت المجوهرات اليونانية بالمجوهرات الشرقية، ولكن بعد فترة، تمكن اليونانيون من تطوير أنماطهم الفريدة الخاصة بهم. تضمنت المجوهرات اليونانية خواتم ودبابيس ومشابك الشعر وبروشات وتيجان وأساور.


أما بالنسبة للرومان، فكانت المجوهرات المهمة هي أساور المعصم وأعلى الذراع.


والعرب كغيرهم من الأمم القديمة كلِفُوا بارتداء الحلي المصنوعة من الذهب، والفضة، والزجاج، والعاج، واللؤلؤ، والجزع، وهو خرز يماني ذو خطوط سود وبيض، بل والخشب، والحجارة، والنسيج، والأصداف البحرية.



ومع ذلك، فإن التطور الجذري و ظهور تصميم المجوهرات كحرفة مستقلة لم يحدث إلا بحلول الستينات من القرن الماضي، مع ظهور صائغي المجوهرات المحترفين المستقلين. وقد أدى ذلك إلى توفر المزيد من التنوع في التصاميم وقدرة أفضل على مواكبة التغييرات في اتجاهات ورغبات المجتمع. ونتيجة لذلك، أصبحت المجوهرات أكثر تخصيصًا، وأصبحت اللمسة الفردية هي المهيمنة في هذه الصناعة.